تقدم الدكتور هاني سامح، المحامي، بطلب عاجل في قضية قاتلة طفلتيها التوئم بالغردقة الحاصلة على الاعدام، إلى وزارة العدل ومجلس القضاء الأعلى حمل رقم 8339827 جاء فيه انه صدر الحكم بالإعدام من محكمة الجنايات بالبحر الأحمر في القضية 10920 لسنة 2023 جنايات الغردقة ثان ضد «امل محمود عبد الهادي»، مؤكدا على أنها امرأة معيلة، وتخلى عنها زوجها العرفي، وقت حملها في توأم، وأنكر نسبهما طيلة 4 سنوات.
وأضاف «سامح»، في طلبه: «وللأسف بعد حادثة القتل أثبتت النيابة في المحضر الماثل نسبهما إليه، وصدق المرأة وفق تحاليل «دي إن إيه DNA».
وأشار إلى أن المتهمة، تنتمي لأسرة منفصلة تخلى عنها والدها في اليوم الأول، ثم توفت والدتها بالسرطان، في عمر المراهقة مما تسبب في تركها التعليم، ورعاية جدتها لها، ثم مع عجز الجدة عصفت بها الحياة، وتلاطمت أمواج قسوة الواقع والحياة وانعدام الدخل عليها.
وجاء في الطلب أن المرأة كانت حاملا في الشهر الثامن، وقت ارتكابها جريمة قتل طفلتيها التوأم بما يتحقق معه وفق المراجع الطبية المعتمدة أنها كانت تعاني من اكتئاب الحمل وهو اكتئاب يتسبب في الميول الانتحارية والاكتئاب الحاد القاتل «وفق الثابت من المراجع الطبية التي لا يمسها شك»، خاصة ان المرأة عانت من تربية طفلتين توأم طيلة 4 سنوات وحدها، من إنفاق ورعاية ومأكل ومشرب وسكن وملبس وبامبرز وفيتامينات كانت تصرفها بناء على مشورة الصيدليات دون وصفة طبية لعدم امتلاكها ثمن الكشف أو العلاج، كما أنها كانت تعاني من التسلط الذكوري المتسبب في عدم حصول الطفلتين على شهادة ميلاد بسبب إنكار الأب النذل ساقط الإنسانية وبسبب تسلط الموظفين العمومين الرقابي الأبوي على النساء، كما اقر بذلك ضابط التحريات في التحقيقات.
وأوضح الدكتور هاني سامح، أن المرأة تفاقمت لديها مشاعر الاكتئاب القاتلة بعد أن شاهدت واعتقدت أن الفتاتين تعانيان من تأخر في التعلم والنمو والفهم والادراك والكلام وعدم القدرة على المشي، وعدم التحكم في البراز مع تلطيخهما للعفش بالمخلفات الكريهة بشكل دائم كما هو ثابت في معاينة النيابة، وأن المرأة كما بالتحقيقات وإقرارها تعاني من هلاوس قهرية ووساوس وجنون محدود واكتئابات متفاقمة متزامنة «اكتئاب حمل واكتئاب ولادة»، خيلت لها أفكارا ظلامية قاتمة حيال ابنتيها ومستقبلهما الحالك وقلة حيلتها والخوف من عصف الحياة الهائجة بهما كما عصفت بأمهما.
وأشار «سامح»، إلى أن النيابة قد قامت النيابة بدفن الطفلتين التوأم بمدافن الصدقة لعدم وجود من يهتم او يسأل عليهما.
وجاء في الطلب، أنه من المسلم به أن اكتئاب مابعد الولادة وهو اكتئاب مرضي متفاقم في حالات ويستمر لسنوات وفق الظروف ويتسبب في أفكار وميول انتحارية وقتل للطفل، وجاء في الطلب أن ذهان ما بعد الولادة Postpartum psychosis هي حالة طوارئ نفسية نادرة تحدث فيها أعراض مزاجية عالية والتفكير في إيذاء النفس أو إيذاء الطفل والهوس والاكتئاب والارتباك الشديد وفقدان التثبيط والهلوسة والأوهام .
وطالب سامح في الختام بوقف تنفيذ والعمل على إلغاء الحكم الصادر بالإعدام مع سحب النيابة للاتهام وتعديل مواد الاتهام مع إيداع المرأة بمستشفى الصحة النفسية، وذلك لوضوح معاناتها من اكتئاب الحمل والمصحوب باكتئاب مابعد الولادة المتفاقم وذهان ما بعد الولادة المصحوب بالاكتئاب الحاد القاتل والميول الانتحارية ورغبات قتل الطفل والتي تحققت بكل أسى بعد ظروف لعينة أحاطت بالمرأة وتسلط ذكوري وعقاب مجتمعي رجعي أهوج لها دون مساعدة او شفقة بها او بإبنتيها الى ان وقعت الواقعة.